تابع الفصـل الأول

من كتاب الشخصية

للكاتب عبد الله خمّار

 

نموذج من بناء الشخصية

الشخصية القيادية: حميد سراج:

        أراد محمد ديب أن يبرز أهمية القائد السياسي من خلال شخصية مناضل قيادي سياسي يهتم بما يجري في بلاده، ويريد تنظيم هذا الشعب المظلوم المضطهد الأعزل، الذي يشكل قوة كبرى إذا تنظم سواء في المدن أو في الريف، ويتمتع هذا المناضل بتجربة اكتسبها من ثقافته ومن سفره إلى الخارج واطلاعه على ما يجري في العالم وهو خبير أيضا بمشاكل بلاده كما أنه مثقف ويريد نشر الثقافة والوعي في بلاده التي يسود فيها الجهل، وهو إلى جانب ذلك فصيح وجريء وشجاع، خبير بالرجال، ويحترم الآخرين ويؤمن بالشورى لا بسياسة القطيع، مليء بالعزيمة والتصميم لا يثنيه عن إرادته شيء، قوي الاحتمال الجسمي والنفسي، ليس له دافع سوى حب وطنه و أهله، وليس له هدف إلا نصرة بلاده الجزائر.

        هذه باختصار هي الصفات التي يريد محمد ديب أن يستعملها في بناء شخصية حميد سراج، وقبل أن نرى كيف فعل الكاتب ذلك نحاول التعريف بإيجاز بروايته.

تعريف بالثلاثية:

        صور لنا محمد ديب في ثلاثيته الرائعة حالة المجتمع الجزائري في الثلاثينات والأربعينات قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، وقد ملأها بالشخصيات التي تمثل شرائح المجتمع بأفكاره  ومعاناته وطموحاته وأخلاقه وميوله وتضم ثلاثة أجزاء: الدار الكبيرة وتعالج مشاكل سكان مدينة تلمسان، والحريق وتتحدث عن مشاكل الريف، والنول ويعرض فيها أوضاع العمال الحرفيين. وشخصياتها تمثل المواطنين المسحوقين كسكان دار سبيطار ومنهم عيني وابنها عمر والفلاحين المدافعين عن أرضهم بادعدوش وسليمان مسكين وبن أيوب. ومن العمال عكاشة ومن الفلاحين المتعاونين مع الفرنسيين قره علي ثم حميد سراج الذي يمثل شريحة المناضلين السياسيين الذين كانوا يسعون لتنظيم الشعب وقيادته في الكفاح ضد الاستعمار.

إختلاف الغايات في الثلاثية:

        وإذا تفحصنا غايات بعض الشخصيات في الثلاثية نجد أن غاية "عيني" التي تمثل المرأة الجزائرية، وهي الأرملة الفقيرة التي تسكن غرفة واحدة في دار سبيطار، هي سد رمق أولادها الثلاثة، وأمها الكسيحة المقعدة، وكان دافعها إلى ذلك هو الأمومة نحو أولادها والبنوة نحو أمها، أي أنها كانت تحمل في عنقها مسؤولية عائلة، ووسيلتها في صراعها ضد الفقر والجوع والظلم، هي العمل ليل نهار على آلتها لتخيط الأحذية لقاء قروش قليلة، فغاية عيني ودافعها نبيلان ووسيلتها شريفة

        أما غاية "عمر" الذي يمثل الطفولة فهي أن يشبع جوعه، وأن يلعب ويتعلم، وهي غايات مستحيلة في ظل الاستعمار والظلم (وسوف نتحدث عن ذلك في دراستنا لموضوع الطفولة في الباب الثالث). وغاية "حميد سراج" هي تحقيق غايات "عيني" و "عمر" والجزائريين كلهم، وذلك بتنظيم كفاح الشعب كله من عمال وفلاحين من أجل تحريرهم من الفقر والجوع والظلم والاستعمار، ودافعه حب الجزائريين ووسيلته الكفاح والنضال وهما من أشرف الوسائل. أما غاية المستعمرين والمعمرين الأوروبيين فهي استنزاف جهد الطبقة الفقيرة من العمال، ومصادرة أراضي الفلاحيين وامتلاكها وجعلهم أجراء في أرضهم، والدافع هو المصلحة الخاصة والأنانية والعنصرية، والوسائل هي القمع والسجن والتعذيب، ومصادرة الأراضي وإحراق البيوت. وفيما يتعلق بشخصية "قره علي" الملاك الصغير الذي تنحصر غايته في أن يصبح ملاكا كبيرا، بدافع الأنانية وحب المال والغنى، ووسيلته خيانة وطنه وأهله والتعاون مع المعمرين والسلطات الاستعمارية ضد أقرانه الفلاحين. وبهذا نرى أن الصدام يحدث بين حميد سراج الذي يحاول تحقيق غايات الشعب الجزائري في العيش في ظل الحرية والكرامة واستغلال خيرات بلاده، وبين المعمرين والمتعاونين معهم الذين يحاولون الإبقاء على امتيازاتهم التي نهبوها بالقوة والاغتصاب.

        وبما أننا بصدد الحديث عن بناء شخصية حميد سراج فالخطوة الأولى التي يتبعها الكاتب هي وضع مخطط لهذا البناء قبل الشروع فيه، ولنفترض أن الكاتب وضعه كما يأتي:

  1.  الفكرة المستهدفة من خلق شخصية حميد سراج هي إبراز أهمية السياسي الصالح في تنظيم الشعب وقيادة كفاحه.

  2.  الشخصية المطلوب بناؤها إذن هي شخصية خيرة وبناءه يجب التركيز فيها على إبراز مزاياها التي تؤهلها للقيادة.

  3.  عرض مقومات الشخصية في نص استهلالي يظهر أهم هذه المزايا: الذكاء، الشجاعة، سعة التجربة، الثقافة، الفصاحة، التأثير في الناس، الهدوء والحزم.

  4.  الغاية: تحرير الوطن.

  5.  الوسيلة: تنظيم الشعب وقيادة كفاحه.

  6.  الدافع: حب الوطن وحب أهله وقومه.

  7.  علاقته بمن حوله: علاقة حب واحترام بالنسبة إلى قومه. وعلاقة عداء وصدام بالنسبة إلى السلطات الاستعمارية.

  8.  إيراد نصوص تؤكد هذه الصفات التي أوردها الكاتب في النص الاستهلالي،وتضيف مزايا أخرى: مثل قدرته على تنظيم العمال والفلاحين إيمانه بالديمقراطية، صموده أمام التعذيب...إلخ.

  9.  العوائق التي واجهها في سبيل تحقيق غايته، ونجاحه في بعضها وإخفاقه في بعضها الآخر، والبرهنة على فكرة الكاتب عند سجن حميد سراج فقد أصبحت الجماهير ضائعة خرساء حين غاب القائد.

10.كسب تعاطف القارئ من خلال إبراز تضحية حميد سراج وحبه لوطنه وقومه وبعده عن الأنانية والمكاسب الشخصية.

مخطط بناء الشخصية:

        يضع الكاتب مخططا لكل شخصية من شخصياته في الرواية ويرسم العلاقات بينها. ومخطط بناء الشخصية في الروايات الكلاسيكية هو جزء من حبكة الرواية، حيث نجد فيه مقدمة هي النص الاستهلالي الذي يعرض فيه الكاتب مقومات الشخصية وعلاقاتها، ثم عرضا يبين مسار هذه الشخصية وغايتها والعوائق التي قابلتها ووسائلها للتغلب على هذه العوائق.

        وأخيرا النتيجة التي تبرهن على فكرة الكاتب التي استهدفها من خلق الشخصية. فالمخطط إذن منطقي ومنسوج بعناية ضمن حبكة الرواية. وقد يمثل بالنسبة إلى بعض الشخصيات الرئيسية حبكة الرواية نفسها.

مقومات شخصية حميد سراج:

        وقد وضع الكاتب أهم مقومات شخصيته في نص يتجاوز طوله الصفحتين، وصف فيه حميد سراج وصفا مباشرا مبرزا علاقته بمن حوله ثم بين لنا في النصوص الأخرى من الرواية والتي تمثل أهم أحداث الرواية سعي حميد سراج لتحقيق غايته والوسائل التي استعملها في هذا الكفاح. وقد مهد الكاتب لنصه الاستهلالي بجعل اسم حميد سراج يتكرر أمامنا في المدرسة وفي دار سبيطار.

بدء الحديث عن حميد سراج:

        تبدأ الرواية في المدرسة حيث نرى عمر والأطفال جائعين يتنافسون من أجل قطعة خبز، (راجع موضوع الطفولة المدروس في الباب الثالث). وجوع الأطفال معناه جوع الشعب بكامله، ولا ينقلنا محمد ديب من المدرسة إلى دار سبيطار قبل أن يعرفنا على ما يدرسه التلاميذ بلغة غير لغتهم، فهم يدرسون أن وطنهم فرنسا وأمهم فرنسا، و حين حدثهم أستاذهم الجزائري عن حب الوطن وأن كل من يحب وطنه يسمى وطنيا، تذكر عمر حميد سراج وملاحقة الشرطة له، وتساءل من هو الوطني حقا حميد سراج أم الأستاذ؟.

الجوع في دار سبيطار:

        وحين نرى دار سبيطار ونرى كيف يعيش سكانها في بؤس وجوع ولا سيما الأطفال نحس بحاجة هذا الشعب إلى الشخصيات القيادية التي تتولى تنظيمه والدفاع عن حقوقه:

        وفي اللحظة التي نفتقد فيها من يحس بآلام هذا الشعب تأتي الشرطة للبحث عن حميد سراج في دار سبيطار ويعود هذا الاسم إلى ذاكرتنا مرة ثانية:

"إن رجال الأمن يحتلون فناء المنزل. وهاهم أولاء يتوجهون بالكلام إلى السكان قائلين: لاتخافوا... لاتخافوا على أنفسكم. فنحن ماجئنا لنؤذيكم. وإنما نحن نؤدي واجبنا. في أي غرفة يسكن حميد سراج؟ وفتش رجال الشرطة غرفة أخته فاطمة، وفتشوا كتبه وأوراقه، ولم يعثروا عليه"

ص 40

        وأخذ جميع من في دار سبيطار يتحدث عنه، وهنا يقدم لنا الكاتب هذا النص الذي يعرض فيه مقومات شخصية بطله، وقد وضعنا له بعض العناوين الفرعية لإبراز هذه المقومات.

صمته وتحفظه:

        "في الأوقات الأولى، لم يشعر أحد بوجود هذا الرجل الذي مايزال شابا. لقد سكن هذا البيت منذ قليل. تمَّ مجيئه إلى هذا المنزل بغير ضجة. لم يسمعه أحد يتكلم. كان لايظهر نفسه إلا في كثير من التحفظ، وقد عُدَّ ذلك منه آية من آيات التهذيب، شيء غريب. لقد كان يلتزم الصمت، وحقا لم يكن ينتبه إليه أحد."

التمهيد لبيئته ونشأته:

        "ولكن حين عرف في المنزل أنه آت من تركيا، انصبت الأعين كلها عليه حتى لكأن كل فرد يستغرب كيف لم يلاحظ فيه ذلك من قبل."

وصفه الخارجي (الجسمي):

        "كان مظهر حميد سراج ينم عن سنينه الثلاثين."

مزج الوصف الخارجي بالداخلي للدلالة على مزاجه الهادئ وطبعه الحازم وتجربته (الصفات القيادية):

        "لم يكن بالمرء من حاجة إلى ملاحظة مرهفة حتى يدرك أنه رجل رأى كثيرا، وعاش كثيرا، كما يقال. كان في هيئته هدوء وحزم، على غير استخفاف. مع ذلك، كان يتكلم بصوت خافت جميل الوقع في الأذن، بطيء بعض البطء."

تتمة وصفه الخارجي (الجسمي):

        "وهو قصير القامة، ولكنه ممتلىء الجسم."

تتمة وصفه الداخلي( التناقض مظهره ومخبره):

        "إن المرء يتوقع أن تكون استجاباته سريعة، وأن يكون كلامه متدفقا طلقا. حتى إذا رأى مشيته البطيئة، وحركاته الثقيلة القوية، وسمع صوته المتحفظ، شعر بشيء من الاستغراب."

نشأته وهجرته وغموض حياته (البيئة):

        "إن حياته تبدو لمن يقاربونه ملأى بالأسرار. لقد أخذ إلى تركيا وهو مايزال صبيا صغيرا في الخامسة من عمره، وذلك أثناء الهجرة الكبرى التي جعلت عددا كبيرا من الناس في بلادنا يهرب إلى تركيا إبان حرب 1914، حين جعل التجنيد إجباريا.

        وفي تركيا اختفى حميد سراج وهو في الخامسة عشرة من عمره، لايعرف إلا الله أين اندس، وغاب بضع سنين، دون أن يرسل شيئا من أنبائه لا لأبويه ولا لأخته الوحيدة التي بقيت في الجزائر. وعادت أسرته من تركيا دون أن تعرف شيئا عن المصير الذي آل إليه."

ملاحقة الشرطة له بسبب نشاطه السياسي: (صفاته القيادية):

        "وفي ذات يوم ظهر، وأخذت الشرطة تراقب روحاته وغدواته".

مزج الوصف الخارجي بالداخلي: (تأثيره في الناس: صفاته القيادية):

        "إن أغرب ما فيه هو تعبير عينيه الخضراوين الصافيتين أشد الصفاء اللتين يبدو أنهما تنفذان في الناس والأشياء نفاذا عميقا. وكان صوته، حين يتكلم، يثبت الكلمات التي يلوح أن نظرته الغريبة تقرؤها في الأفق البعيد."

تتمة الوصف الخارجي (الجسم):

        "..إن غضونا تخدد وجهه منذ الآن، وإن شعر رأسه يتساقط، فيتسع من ذلك جبينه، ويبدو عاليا علوا كبيرا."

مزج الوصف الخارجي (الثياب) بالداخلي (ثقافته ونشره المعرفة):

        "كان يندر أن لا يرى المرء في جيوب سترته العريضه القديمة الرمادية كتبا كانت أغلفتها وصفحاتها تنفصل ولكنها لاتضيع، لأن حميدا لا يدعها تضيع أبدا. وهو الذي أعار عمر ذلك الكتاب الذي عنوانه "الجبال والرجال". فراح الصبي يفك رموزه في صبر وأناة، صفحة بعد صفحة، دون أن تخور عزيمته، واحتاج إلى أربعة أشهر لإتمام قراءته."

الوصف الداخلي (تثقيفه لنفسه):

        "كانت الجارات يسألن في أول الأمر:

     ·     أين تعلم القراءة؟

ثم يضحكن مقهقهات. فتجيبهن فاطمة، أخته، بقولها:

     ·     تعلم القراءة بنفسه، وحده... فإذا كنتن لاتصدقن ذلك، فما عليكن إلا أن تجئن لترين..

        فكن يقتربن من عتبة الباب، فتمد الطلعات منهن رؤوسهن من وراء تقويرة الستارة التي تغطي الباب، ثم يتراجعن بسرعة خجلات. في الليل إنما كان يقرأ حميد سراج على ضوء مصباح صغير. إن الليل هو فترة الهدوء. إن جو الهياج في دار سبيطار يتطامن منذ الساعة الثامنة من المساء إن المرء ينتظر هذه اللحظة ليتنفس الصعداء."

انفراده بالثقافة وجهل من حوله من النساء والرجال (صفاته القيادية):

        "في هذه اللحظة كانت النساء تمضي تتلصص على حميد في كثير من الأحيان. إنه ما ينفك يقرأ، وكن يرجعن من هذا التلصص راكضات، بحركات كأنها حركات سرب من الطيور روع.. وأثوابهن تحف حفيفا كبيرا.

     ·     نعم، صحيح.

     ·     رأيناه بأعيننا.

        وكن يضحكن لا لأن شكا يراودهن الآن بل لأنهن يرين أنه أمر مستغرب أن يقرأ رجل كتبا. لماذا ينفرد هو بهذا، بين جميع الرجال الذين يعرفنهم؟ هذه الكتب الكبيرة ذات الصفحات الكثيرة المطروسة بإشارات مرصوفة سوداء صغيرة، كيف يمكن أن يفهم منها المرء شيئا؟

قالت إحدى النساء لفاطمة:

     ·     غريب أخوك يا فاطمة. إنه ليس كرجالنا؟ فلماذا؟ لعله يريد أن يصبح عالما؟.

        فانفجرت النساء ضاحكات مقهقهات."

إحترام النساء له (صفاته القيادية):

        "ولكنهن شعرن نحو حميد بمزيد من الاحترام، شعرن نحوه بإحترام جديد لايستطعن هنَّ أنفسهن أن يفهمنه، احترام يضاف إلى الاحترام الذي يشعرن به فطرة تجاه كل رجل. أصبحن ينظرن إلى حميد نظرتهن إلى رجل يملك قوة مجهولة. وتعاظم الاعتبار الذي يتمتع به حميد في نظرهن تعاظما لايكاد يتصوره الخيال."

احترام الرجال (صفاته القيادية):

        "وكان أزواجهن يحيون حميد باحترام كبير أيضا. إن العلم يتمتع في بلادنا بتقديس عظيم، تقديس يبلغ من العظم أن أناسا من أدعياء العلم يستغلونه بسهولة، كما يستغله أناس من أدعياء النبوة."

الثلاثية (الدار الكبيرة) ص 56، 57، 58،59

        بدأ الكاتب إذن بناء شخصيته بهذا الوصف المباشر الذي أوردناه كما هو، ولم نتصرف فيه إلا بوضع العناوين الفرعية لتوضيح وإبراز مقومات شخصية حميد سراج، والتي يمكن أن نلخصها فيمايأتي:

1- وصفه الخارجي (البعد الجسمي):

أ- الجسم: قصير القامة، ممتلئ الجسم، عيناه خضراوان صافيتان معبرتان. بدأ الصلع في رأسه، ووجهه مليء بالغضون، صوته عذب.

ب- العمر: ثلاثون عاما.

جـ- الثياب: سترة عريضة رمادية قديمة.

2- الوصف الداخلي (بعداه النفسي والإجتماعي):

أ- بيئته: من أسرة مهاجرة إلى تركيا، قضى شبابه في تركيا ولا نعرف شيئا عن تكوينه هناك قبل أن يعود إلى الجزائر.

ب- ذكاؤه: تدل على ذكائه عيناه المعبرتان واستفادته من تجاربه. رجل رأى كثيرا وعاش كثيرا، ونجاحه في تثقيف نفسه بنفسه.

جـ- ثقافته: لايحمل شهادات فقد تثقف ذاتيا، وهو يقرأ باستمرار وجيوب سترته كانت تحتوي الكتب التي يطالعها ويعيرها للناس.

د- الجانب الانفعالي الوجداني:

        I- مزاجه: هادئ (كان في هيئته هدوء وحزم).

        II- إنفعالاته: بطيئة تدل على عدم عصبيته (مشيتة بطيئة، وحركاته ثقيلة، وصوته بطيء).

        III- عواطفه: إن مراقبة الشرطة وملاحقاتها له تدلنا على حبه لوطنه وقومه كما نلمح ذلك من حبه لنشر العلم بين من حوله، أعار عمر كتاب "الجبال والرجال".

        VI- طباعه وصفاته: متحفظ، مهذب، بعيد عن الثرثرة، حازم، فصيح، صوته يثبت الكلمات التي يلوح أن نظرته تقرؤها في الأفق البعيد، عيناه لهما تأثير على من حوله "تنفذان في الناس والأشياء نفاذا عميقا"، شجاع ويدل على ذلك ملاحقة الشرطة له.

        V- دوافعه: حب الوطن، وحب قومه وحب المعرفة.

3- الغاية: تحرير الوطن: نستنتج ذلك من ملاحقة الشرطة له بحثا عن وثائق ومناشير.

4- الدافع: حب وطنه ومجتمعه.

5- الوسائل: نشر العلم والمعرفة عن طريق إعارة الكتب، وتوزيع المناشير لتوعية الشعب، وسوف تتضح الغايات والوسائل أكثر من خلال الأحداث والمواقف في الرواية.

6- علاقاته بالآخرين: علاقة حب واحترام تربطه بمواطنيه جميعا رجالا ونساءً، لأنهم يقدسون العلم، وعلاقة عداء مع الشرطة التي تمثل السلطة الاستعمارية.

        وهذه المقومات كلها تؤهله للقيادة النقابية والسياسية، وتحرك عواطف القارئ للتعاطف معه، إعجابا به، وخوفا عليه من السلطات الاستعمارية. والملاحظ أن الكاتب لم يحرص على أن يقدمه لنا شابا وسيما كأبطال ألف ليلة وليلة، فليست الوسامة هي التي تحرك العواطف بل الغايات النبيلة والتضحية من أجلها، وهذا النص إذن هو حجر الأساس الذي يبني الكاتب عليه شخصية حميد، وسوف يرينا الكاتب بعض هذه الصفات، ويعرفنا على الوسائل التي اتبعها في تحقيق غاياته، والعقبات التي واجهها. وقد يضيف صفات اخرى لم نرها في هذا النص خلال أحداث الرواية فبناء الشخصية لاينتهي إلا بانتهاء دورها في الرواية. وهذا جدول لهذه الأحداث مع بيان وظيفة كل حدث.

الحدث

وظيفته

أسلوب الكاتب

    1.    خطبة حميد سراج في اجتماع عمالي

إظهار فصاحنه وجرأته ومعرفته بمشاكل الفلاحين

الوصف بالقول أو بالرأي: معرفة غايات حميد سراج من خلال أقواله

    2.    أوضاع الريف الجزائري والإضراب

إظهار حالة الفلاحيين السيئة وتأثير خطب حميد سراج

الوصف المباشر

    3.    اتهام حميد سراج بتحريض الفلاحين

بيان قدرته على التنظيم وعداء المعمرين والمتعاونين معهم له

الوصف بالحوار

    4.    حميد سراج في الريف يناقش الفلاحين

إظهار ديمقراطية حميد سراج وإيمانه بالحوار البناء

الوصف بالحوار

    5.    اعتقال حميد سراج وتعذيبه

إظهار صموده ووحشية المستعمرين

الوصف بالفعل

    6.    تذكره في السجن كيف استطاع تخليص طفل مسكين من ثلاث فرنسيين كانوا يضربونه ويعذبونه

إظهار شجاعته وقوته وحمايته للضعيف

الوصف باستعادة الذكريات

    7.    أحلام وكوابيس حميد سراج في السجن

التعرف على جوانب هامة من شخصيته

الوصف بواسطة الأحلام

    8.    نفي حميد سراج إلى الصحراء وتلخيص أخته فاطمة لمزاياه

إبراز غاياته النبيلة، وصفاته القيادية

الوصف المباشر بطريقة الاستفهام الإنكاري

    9.    تفكير عمر في حميد سراج في آخر الرواية

أهمية القائد وخوف الجماهير وصمتها في غيابه

الوصف بالرأي

        ولا نستطيع أن نورد نماذج من كل ما تقدم، ولكننا نورد بعضا منها، لتوضيح بناء شخصية حميد سراج، آملين أن يراجع القارئ الكريم الرواية ليتعرف على أبعاد الشخصية كلها.

حميد سراج الخطيب الجريء (الوصف من خلال الرأي):

        يمرعمر مصادفة بالمقر الواقع في شارع "باس" فيجده مزدحما بالناس، ويرى حميد سراج يخطب في الفلاحين ويعجب  بفصاحته وجرأته.

        "إن العمال الزراعيين أصبحوا لا يستطيعون أن يعيشوا بهذه الأجور الزهيدة التي يتقاضونها، إنهم سيتظاهرون بقوة".

        وضرب الخطيب على ذلك أمثلة بأراض يعرفها الفلاحون. "يجب أن نتخلص من هذا البؤس"، إن عباراته الواضحة تدخل الطمأننية إلى النفس، إن كل ما يقوله حق، إن رجلا يتحدث على هذا النحو، يثق الناس به، ليس فيما يسوقه من حجج أي شيء من هوى أو غرض.

        "العمال الزراعيون هم أولى ضحايا الاستغلال الذي يعيث في بلادنا فسادا".

        إن لهجته تطلب من كل فرد من الأفراد أن يفهم، فما يظل شيء من الأشياء غامضا. يجب توضيح كل أمر وتبديد كل إبهام، قال الخطيب "إن العمال الزراعيين مقبلون على معارك كبيرة. إن لهجة الخطيب هي لهجة من يخاطب كل فرد من أفراد الجمهور على حدة، فهو يتحدث بالأمر إلى هذا، ثم إلى ذاك، ثم إلى الثالث، وهكذا دواليك".

        يقول المستوطنون: "إن سكان البلاد لا يعملون إلا إذا ماتوا جوعا، فمتى ملكوا ما يسدون به جوع يوم واحد، حملهم كسلهم على ترك العمل، ولكن الحق أن الفلاحين إنما يعملون حتى الآن من أجل هؤلاء المستوطنين، إن هؤلاء المستوطنين يسرقونهم. إنهم يسرقون العمال، ولا يمكن أن تستمر الحياة على هذه الحال".

        قال عمر بينه وبين نفسه: صحيح. وفجأة ارتعش لقد رأى حميد سراج. إن حميد سراج هو الذي يتكلم. إنه هو.. هو حميد.

        هذه الكلمات التي تشرح الواقع، هذه الكلمات التي تعلن ما يعرف جميع الناس. غريب حقا أن يوجد بين رجالنا من يقولها، غريب أن يوجد بين رجالنا من يقولها على هذا النحو الهادئ الواضح، من غير أي تردد."

                        الدار الكبيرة ص 101 ـ 102

فصاحته وجرأته ومعرفته مشاكل الفلاحين :

        لقد أكد الكاتب صفتين رأيناهما في النص الأساسي هما الفصاحة والتأثير في الناس وأضاف إلى بناء شخصيته صفات جديدة هي معرفة مشاكل الفلاحين والجرأة والشجاعة في عرضها، والقدرة على مخاطبة العمال بلغتهم، وحبه للعدالة، ودفاعه عن المستضعفين. وهكذا يدعم صفات حميد سراج القيادية ويظهر لنا غايته وهي الدفاع عن حقوق العمال.

أوضاع الريف الجزائري والإضراب:

        ويواصل محمد ديب بناء شخصيته فينقلنا إلى الريف لنرى المأساة التي يعاني منها الفلاحون؛ ونرى تأثير حميد وخطاباته هناك، وهذه مقتطفات من الحدث الثاني:

        "كل شيء قد بدأ بذلك الإضراب الذي قام به العمال الزراعيون في شهر شباط الماضي. كان المزارعون في بني بوبلان الأعلى يشاهدون الأحداث التي تقوم في السهل كأنها لا تتصل بهم ولا تعنيهم. إنهم هادئون صامتون لا يقولون شيئا. ألوف الهكتارات من الأرض كانت تصير ملك مستوطن واحد من الفرنسيين. وهؤلاء المستوطنون جميعا سواء: لقد وصلوا إلى هذه البلاد بأحذية مثقبة نعالها. إن الناس هناك ما يزالون يذكرون الحالة التي كانوا عليها حين توافدوا إلى هذه البلاد. وهاهم أولاء يملكون مساحات من الأرض لا تعد ولا تحصى، وسكان بني بوبلان في أثناء ذلك تقطر أجسامهم عرقا ودما من أجل أن يزرعوا قطعة صغيرة من الأرض، جيلا بعد جيل. فهذا يملك حمارا أو حمارين، و ربما ملك بغلا، وهذا يملك بقرة أو بقرتين، ورب مزارع من المزراعين، مثل بن أيوب، يضم اسطبله بقرتين كبيرتين من الأبقار النورمندية. مامن أحد من بني بوبلان الأعلى  كان يتصور أن هذه الحياة سيطرأ عليها تبدل.

        ثم إذا بهذا العالم الصغير الراكن الساكن الهادئ يتحرك، لقد قام الفلاحون بإضرابهم. إن البلاد تفيق، تخرج عن ركودها، فتسير في أول الأيام سيرا بطيئا، سير من صحا من نوم طويل ثقيل. إنها تسير في طريق الحياة".

                        الحريق 188

اتهام حميد سراج:

        ولم يدم الإضراب مدة طويلة، واعتقل اثنان من الفلاحين، وغيرهم من مناطق أخرى، و أشارت أصابع الاتهام في تنظيم هذا الإضراب إلى حميد سراج، وهاهو قره علي أحد عملاء الفرنسيين يهاجمه في حديث مع المزراعين:

        "وأحس قره بنشوة الظفر، فأشرق وجهه، وتابع يقول:

-نعم، وليس هناك من سبيل إلى حماية أنفسنا من هؤلاء الناس إلا أن يعتقلوا... أو أن يعتقل بعضهم على الأقل، أعني أصحاب الرؤوس الصلبة، الذين يدفعونهم، الذين يقودونهم، أما الباقون فهم قطيع يقاد وليس له رأي، خراف. وإنما المجرم الأكبر. المجرم الرئيسي هو حميد سراج. إن حميد سراج هو الذي ألقى في نفوسهم هذه الأمور، إنهم أناس ابرياء، فلاحو بلادنا. لا يمكن أن يخطر الشر ببالهم من تلقاء أنفسهم. إنهم حملان يقودها حميد سراج إلى المسلخ، هذه هي النتيجة التي سيصلون إليها".

                                        الحريق ص 203

دوره القيادي في تنظيم الفلاحين:

        ونعرف من هذين النصين ما يجري في الريف، ونعرف أهمية حميد سراج القائد في تنظيم الفلاحين من خلال ما قاله "قره" عميل الفرنسيين الذي طالب باعتقاله، ولكن قره أخطأ في شيء واحد، وهو أن الفلاحين ليسوا أبقارا ولا يقادون كالقطيع، حيث أن حميد سراج يعاملهم كواحد منهم ويحاورهم ويتشاورون معا ليكون القرار قرارهم.

حميد سراج في الريف (الوصف من خلال الحوار):

        وها نحن نراه في بني بوبلان جالسا معهم تحت شجرة قديمة من أشجار التوت يتناقشون في موضوع توحيد جهود الفلاحين وسكان المدن بكل ديموقراطية وعلى قدم المساواة:

"قال حميد سراج :

        إنما نحن اجتمعنا لنتناقش معا في هذه المسائل، فليس الغرض من هذا الاجتماع أن يلقي واحد منا خطبا طويلة وأن ينصت له الآخرون. يجب أن يشارك كل واحد في المناقشة وأن يبدي رأيه.

صاح بادعدوش:

-هذه فكرة عظيمة. و لكن هل في وسع الجميع أن يعبروا عن رأي؟ إذا كنت تقصد الشيوخ فنعم ذلك أن للشيوخ حكمة وتجربة. أما الآخرون، الآخرون، فهل هم كذلك؟.

قال بادعودش ذلك وقطب حاجبيه تحديا وهو يطوف بنظراته على الحضور.

قال بعضهم: -فلنبدأ المناقشة، لقد تأخرنا كثيرا.

الحريق ص 251

ديموقراطيته وإيمانه بالحوار:

        ويضيف الكاتب ميزة أخرى لشخصيته التي يستمر في بنائها وهي: الشورى وبالتعبير المستعمل الآن الديموقراطية وذلك يحتاج إلى تواضع وصبر وأناة وسماع آراء الغير واحترامها ومناقشتهم بالحجة، ونعرف أنه يعمل لتوحيد جمهور العمال في المدن والريف، وهذا من قبيل الوصف بالفعل.

الوصف بمناجاة النفس( معرفته بالرجال)

        وذلك من خلال حديثه مع نفسه معجبا بأحد الفلاحين مظهرا خبرته ومعرفته بالرجال:

        "فلما وصل بن أيوب إلى مكان الاجتماع حياه الحاضرون في أدب، وأعجب حميد سراج بما يلوح في وجه هذا الرجل العجوز الذي لا يعرفه من أمارات النبل والشهامة.

قال حميد سراج بينه وبين نفسه:

        إن به ما بأصائل الخيل من قوة وصلابة. على أن مسحة من الحزن كانت تغشى نظرة الرجل العجوز، عجب لها حميد سراج".

                                                الحريق ص 247

تعذيبه (الوصف من خلال الفعل):

        ثم نرى حميد سراج في السجن يتعرض لأبشع أنواع التعذيب: لاشتراكه في تنظيم الفلاحين والعمال والتحضير لإضرابهم:

        "وانهمرت الضربات عليه انهمار المطر، ترنح حميد، وانقذف إلى جانب، فعاد وجهه شاحبا، قال : "أقذار" .

        وفي هذه اللحظة نفسها سقط على الأرض.تركهم يضربونه ولكنه حاول أن يحمي نفسه، حتى لا يجهزوا عليه إجهازا تاما، وكانت الضربات تدوي في رأسه، في جسمه فاستولى عليه خدر. أصبح لا يحس وجود أنفه ولا عينيه. غير أنه يشعر بأذنيه تحترقان احتراقا و كان دمه يسيل رطبا حارا".

                                                الحريق ص 282

تحمله وصبره:

ولكنه قاوم التعذيب ولم ينبس ببنت شفة:

        "لقد استجوبوه عدة مرات: سألوه هل يعرف أحدا من الأشخاص الذين سموهم له. فكان لا يجيب بشيء فيأخذون بضربه، ثم يستأنفون الإستجواب".

                                               الحريق  ص 283

غايته وأهدافه:

        ونسمع بعد ذلك "أن حميد سراج نقل مع أشخاص آخرين إلى معسكر من معسكرات الاعتقال بالصحراء".

        وقد بين الكاتب لنا غايته وأهدافه صراحة على لسان أخته فاطمة بعد أن أظهرها من خلال مواقفه وأقواله وأعماله:

        "أرأيت كيف كان هذا الرجل؟ لايتوقف عن الركض من مكان إلى مكان حتى لقد ذهب إلى خارج البلاد. كان يسافر من مدينة إلى مدينة، ويطوف البلاد قرية قرية، ويتجول في الريف لايدع منه ركنا، ويتحدث إلى الناس أثناء ذلك كله. إن هذا الرجل لم يكن يسعى إلى ربح، ولم يكن ينشد نفعا. لم يكن يهدف من اعماله إلى مصلحة لنفسه، إنه لم يجن في يوم من الأيام قرشا واحدا. ولوشاء، مع ذلك لأثرى، ولجمع الملايين إلى الملايين، ولحظى بكثير من الإعتبار والجاه".

الحريق ص 338.

تلخيص صفاته:

        وتابعت كلامها ملخصة مزاياه:

        "-أليس مثقفا من كبار المثقفين؟ إن الناس جميعا يعرفون ذلك، كان ينصر الضعيف دائما، وكان يعين الناس بما يسدي إليهم من نصائح، بث في الرجال شجاعة الحياة .كان دائما إلى جانب الفقراء، وتحدى السلطات من أجل أن يساعد أقرانه... ما الذي يمكن أن يؤخذ عليه؟ ماذا يمكن أن يقال عن رجل مثله؟ وهاهو الآن في السجن".

                        الحريق ص 338

        وكما سمعنا اسمه لأول مرة في الرواية من عمر، وهو يتساءل أيهما الوطني حميد سراج أم الأستاذ؟ نسمع آخر ذكر له في ختام الثلاثية على لسان عمر بعد أن تأثر به وعرف قدره وقيمته:

        "وفكر عمر بعد ذلك في حميد سراج. لكأن صوت شعب بأسره قد سكت منذ سجن حميد سراج في معسكر من معسكرات الاعتقال، أصبح المرء لا يرى بعد ذلك إلا جماهير خرساء، خائفة. أصبحت هذه الجماهير على حين فجأة، تحس بخطر كانت جاهلة به، وازداد حذر الناس".

                                                        ص 549

        ويؤكد الكاتب هنا على صفاته القيادية، وعلى أهمية القائد فمنذ سجن حميد أصبحت الجماهير "خرساء خائفة" لأنها بحاجة إلى قائد أو قيادة تنظمها، وهو ما قامت به جبهة التحرير الوطني في ثورة نوفمبر 1954.

نجاح الكاتب في بناء شخصيته:

        ونستطيع أن نقيس مدى نجاح الكاتب في بناء الشخصية الإيجابية بمعيارين يتصل كل منهما بالآخر اتصالا وثيقا: أولهما تعاطف القارئ مع الشخصية تعاطف محبة وإعجاب عند نجاحه. وإشفاق عليه ورثاء لحالته عند إخفاقه، وثانيهما وصول فكرة الكاتب إلى القارئ واقتناعه بها. والتعاطف مع الشخصية التي تمثل فكرة الكاتب هو في حد ذاته اقتناع بها. ويجب أن نشير إلى أن الشخصية لاتكون مقنعة بحشد المزايا، وإبراز المواقف البطولية والمبدئية، بل بكونها شخصية واقعية، تبدو قريبة منا، وتتحرك بيننا وكأنها من لحم ودم. خلقها خيال مبدع خلقا فنيا بعيدا عن الحماس والدعاية لأن الشخصية لن تنجح بمجرد إلباسها ثوبا وطنيا أو أخلاقيا.

تمرين 1:

  1.  حاول أن تظهر مدى نجاح الكاتب في بناء شخصيته من خلال تطبيق المعيارين الواردين في الفقرة الأخيرة.

  2.  رتب مزايا شخصية حميد سراج حسب أهميتها وتأثيرها في أداء دوره القيادي، وعلل أسباب اختيارك.

  3.  ما العواطف التي أثارتها فيك هذه الشخصية؟ بين نوع كل منها وفي أي المواقف في النصوص التي مرت بك؟.

 لقراءة الجزء التالي من هذا الفصل انقر هنا: تمارين تطبيقية

 لقراءة الجزء الأول من هذا الفصل انقر هنا: الفصل الأول: بناء الشخصية ومقوماتها

 للاطلاع على فصول الكتاب، انقر هنا:  الشخصية

للاطلاع على الكتب التعليمية الأخرى للكاتب انقر هنا: كتب أدبية وتربوية